ضمن الجهود المستمرة في تطوير بيئات التعليم المبكر، أطلقت وحدة التكون التربوي/برنامج الثقافة والتربية في مؤسسة عبد المحسن القطان، مشروع "المواقع" في بلدة نعلين، الذي تهدف من خلاله إلى تعزيز دور المربيات في الطفولة المبكرة كمحركات للتغيير في الواقع التعليمي والمجتمعي.
ويأتي هذا المشروع بالشراكة مع مركز نعلين المجتمعي، ليكون نقطة انطلاق جديدة نحو تفعيل استراتيجيات تعليمية مبتكرة.
يعتمد المشروع على مبدأ العمل في "المواقع"، حيث تم تشكيل مجموعة من خمس روضات كوحدات تطوير تشاركية مجتمعية، وهي: روضة الياسمين - بيت لقيا، روضة نادي خربثا - خربثا بني حارث، روضة براعم الجانية - الجانية، روضة المشاعل - دير أبو مشعل، وروضة نور النموذجية - شقبا. إضافة إلى ذلك، تشارك في المشروع هذا العام 33 مربية، من بينهن 8 من الخريجات اللواتي يسعين إلى بناء خبرة مهنية في مجال الطفولة المبكرة، ما يسهم في توسيع نطاق الفائدة والتأثير.
ويعزى اختيار مركز نعلين إلى موقعه الجغرافي الاستراتيجي، الذي يسهل الوصول إليه من مختلف القرى المجاورة، إضافة إلى جاهزيته كمركز مجتمعي يمتلك الموارد والمساحات الملائمة لعقد التدريبات وتنفيذ المساقات التعليمية. كما أن للمركز تاريخاً من التعاون المشترك في المجال التعليمي، ما يسهم في تسهيل تنفيذ المشروع وتحقيق أهدافه بفعالية.
في هذا السياق، تقول المختصة التربوية في مجال الطفولة المبكرة في وحدة التكون التربوي، فيفيان طنوس: "الروضة كوحدة عمل تعلمية مجتمعية، يعني أنها ليست مجرد مؤسسة تعليمية بسيطة، بل هي جزء من المجتمع الذي تلعب دوراً مهماً فيه وفي تطوير أفراده، فتسعى الى تحقيق أهداف تربوية واجتماعية أوسع، وتعتبر نفسها جزءاً من نظام تعليمي يسهم في بناء قاعدة قوية للعمل من خلال تشجيع المشاركة الأسرية وبناء شراكة فعالة بين الروضة والأهل، تسعى إلى دعم الأطفال وتطويرهم وفهم احتياجاتهم، فتحقق النجاح الشخصي والاجتماعي من خلال المساهمة في بناء مجتمع قائم على التعلم والتفاعل الإيجابي عبر بناء قنوات للتواصل، والعمل بين جميع عناصره (المعلمين- الأهل- الأطفال)".
ويحرص المشروع على تعزيز دور الأهالي كشركاء فاعلين في العملية التعليمية، من خلال تنظيم فعاليات مجتمعية تدمج بين التعليم الوجاهي والإلكتروني، وتتيح للأطفال فرصة التعلم بالمشاركة. ويتجلى ذلك في التزام الأهالي بتشجيع أطفالهم على حضور الروضة، ما يعزّز شعور الأطفال بالانتماء والاستمرارية في بيئة تعليمية محفزة.
ويواصل المشروع تنفيذ استراتيجياته من خلال بناء قنوات تواصل فاعلة بين المربيات والأهالي، وعقد لقاءات تجمع مختلف الفاعلين التربويين؛ سواء في مركز نعلين أو المؤسسات المجتمعية الشريكة، بهدف تعزيز المسؤولية المشتركة في تحسين جودة التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. كما يوفر المشروع فرصة لتبادل الخبرات بين المربيات، ما يعزز من تطوير مهاراتهن ويساعدهن على تطبيق أساليب تعليمية حديثة ومبتكرة.