واحد لطلبة مدارس واثنان للجمهور.. 3 عروض لمسرحية "طه" في "القطان"

الرئيسية في القطان الأخبار واحد لطلبة مدارس واثنان للجمهور.. 3 عروض لمسرحية "طه" في "القطان"

 

رام الله – استضاف المركز الثقافي التابع لمؤسسة عبد المحسن القطان ثلاثة عروض لمسرحية "طه"، من تأليف وتمثيل الفنان عامر حليحل، وإخراج يوسف أبو وردة. وكان عرض منها موجهاً لطلبة المدارس، وعرضان للجمهور عامة (واحد بالعربية والآخر الإنجليزية).

 

وتتناول المسرحية سيرة حياة وأعمال الشاعر الفلسطيني الراحل طه محمد علي، وتحاكي قصة تهجيره بدءاً من صفورية ومروراً بالناصرة، ومن ثم حيفا، فبنت جبيل، وانتهاءً بالرينة، إلا أن حكاية شاعرنا هذه لا تنفرد ببطلٍ واحدٍ فقط، وإنما يعايشها مليون ونصف فلسطيني وفلسطينية اختاروا البقاء على أرضهم في أعقاب نكبة العام 1948 بما حملته من مصاعب ومعاناة.

 

"أنت أحلامك كبيرة، أكبر من أي وصية" هذه كانت آخر الجمل التي أدلاها والد شاعرنا عليه، وبالفعل كَبُرَ طه، وكبرت معه أحلامه، وأصبح من بين ثلةٍ من الشعراء والأدباء العرب.

 

يسلط حليحل الضوء على محطاتٍ مفصلية لأسرة طه. وخلالَ التهجير من بلد إلى آخر، يكتُب طه ويداوي جراحه بالشعر. ويحدثنا مرة عن أبيه ذي الطباع الحادة، وأمه الحنونة، وعن أخته غزالة، وعن حبيبته أميرة، أما المكان؛ فقد احتل الجزء الأكبر من وجدانه؛ فتارةً يصف لنا صفورية البهية، وتارةً أخرى يروي لنا عما رأى في حيفا؛ حيثُ يأخذه الوصف مُحلقاً للبعيد.

 

 

يرى حليحل أن الشاعر طه محمد علي من الشخوص المهمة التي كتبت الشعر الفلسطيني في العصر الحديث، لاسيما أن شعره يختلف عن الجميع، وفيه شيء من التفرد، وقصة حياته تأتي لتلخص طريقنا من الحرب العالمية الثانية إلى اليوم.

 

سنتان ونصف هي المدة الزمنية التي استغرقها عامر في رحلة البحث عن السيرة الذاتية الخاصة بشاعرنا؛ إذ طالع كتاب "فرحي لا علاقة له بالفرح"؛ وهو كتاب باللغة الإنكليزية يتناول قصة حياته من تأليف الكاتبة الأمريكية أدينا هوفمن، التي لازمته مدة ثلاث سنوات، لتنتهي عملية البحث بنصِ مسرحي خرج من فلسطين إلى العالم.

 

أما عن أهمية حضور الجيل الصغير لمثل هذه العروض، فيؤكد حليحل أن المسرح يُشكل أداة فنية وتخيلية، يمكن من خلالها تفكيك العالم، ورؤيته من منظور أوسع.

 

وعن فحوى المسرحية، يقول إنه من المهم أن يطلع هذا الجيل على هذه القصة؛ وهي قصة شعب بأكمله، مضيفاً أن "ما ينقصنا اليوم هو توحيد رسالتنا المنبثقة أصلاً من نقطة التحول المركزية فيها؛ ألا وهي النكبة، وفي حال قمنا بتربية أبنائنا بناءً على ذلك، عندها نستطيع أن نوحد رسالتنا كشعب واحد".

 

وبالحديث عن العرض الأول؛ إذ كان موجهاً لطلبة المدارس من الصفين الثامن والعاشر، وذلك حرصاً من المؤسسة على إطلاعهم على مرحلة مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية؛ ألا وهي التهجير القسري.

 

وحضرَ المسرحية 191 طالباً وطالبة، من مدارس: مدرسة الطيرة – بيت عور الفوقا، مدرسة أمين الحسيني، مدرسة يبرود الثانوية، مدرسة المستقبل الخاصة.

 

وعن رأيه في المسرحية، يقول المعلم في مدرسة الطيرة جمال سعد الدين إن "هذه الساعة اختزلت تاريخ شعب بأكمله بأسلوب شيقٍ وممتع، كما أنها تذكر بحال شعبنا، والمصائب التي حلت به بسبب الاحتلال".

 

أما براء أنور، ابن الاثني عشر عاماً في الصف الثامن، يصف هو وزملاؤه ما شاهدوه، ويلخصونه بأكثر من جملة منها: أهمية الوطن، عدم اليأس، الصبر، مساعدة الأهل، وأخيراً التعرف على شخص الشاعر طه محمد علي.

 

لقب الشاعر الراحل بعاشق صفورية، وكان واحداً من شعراء المقاومة، وقد غيبُه الموت، إلا أن أعماله تحيي اسمه بيننا من جديد، وبذلك يُذكرنا كيف يكون الشعر أداة يلخص فيها الشاعر حياته بين النكبة، وبين صعوده لأول مرة على خشبة المسرح في لندن، وإلقائه إحدى قصائده.

 

ويذكر أن العرض جاء ضمن برنامج الفعاليات السنوي لعام 2018، الذي أطلقه البرنامج العام في مؤسسة القطان.