"القطان" تعلن نتائج مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017

الرئيسية في القطان الأخبار "القطان" تعلن نتائج مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017

 

أعلنت مؤسسة عبد المحسن القطان، الاثنين 15 كانون الثاني 2018، عن نتائج مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017، التي ينظمها برنامج الثقافة والفنون، في حفل أقيم بمتحف محمود درويش في رام الله، بمشاركة عازف البيانو بشارة هاروني.

 

 

وقررت لجنة تحكيم المسابقة منح جائزة الكاتب الشاب للقصة القصيرة وقدرها أربعة آلاف دولار مع النشر، لأحمد حسام جابر من قرية كفر راعي في جنين، عن مجموعته القصصية "السيد أزرق في السينما".

 

 

وعن فئة الرواية قررت لجنة التحكيم حجب جائزة الرواية للعام 2017، لتعذّر اتفاق أعضائها على عمل بعينه، ولكنها في ذات الوقت، قررت تقديم دعم لتجارب روائية لافتة، من خلال الإشادة وتقديم جوائز تشجيعية بقيمة ألف دولار لكل منها، مع توصية بالنشر في حال تطويرها وتخليصها من نقاط ضعفها المختلفة، وهي: "الكثير من الهراء" لدعاء محمود إبراهيم من بلدة عناتا في القدس، و"كليشيه وديستوبيا" لحكيم باسم خاطر من بازاريا في نابلس، وأجنحة لرؤى محمد الشيش من بيت لحم، و"الجيش الأحمر العربي" لفخري باسم طه من رام الله.

 

 

فيما قررت اللجنة منح جائزة مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017 في مجال الشعر لأنيس رائد غنيمة من غزة عن روايته "جنازة لاعب خفة" والبالغة قيمتها 4000 دولار، إضافة إلى نشرها.

 

لمزيد من الصور، اضغطوا هنا.

 

وفيما يلي بيان لجنة التحكيم فيما يخص (حقل الرواية والقصة القصيرة)

 

نظرت لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017 في حقلي الرواية والقصة القصيرة في 17 مخطوطة روائية، و5 مجموعات قصصية تلقاها برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان من كتاب فلسطينيين شباب، تتراوح أعمارهم ما بين 22 و35 عاماً من أماكن مختلفة من فلسطين والخارج.

 

وقد ضمّت اللجنة في عضويتها (أبجدياً) كلاً من الكاتب الروائي أكرم مسلم (فلسطين)، والروائي والقاص وجدي الأهدل (اليمن)، والكاتبة الروائية سمر يزبك (سوريا- فرنسا)، والأكاديمية والناقدة د. زينة حلبي (لبنان)، حيث قام كل عضو، منفرداً، بقراءة وتقييم الأعمال الأدبية المشاركة، وتزويد المؤسسة بتقريره، ومن ثم قامت إدارة البرنامج بجمع التقارير الأربعة في تقرير واحد، وإطلاع أعضاء اللجنة على مجمل عمل كل عضو فيها.  وعقبت ذلك عملية تداول تمت عبر البريد الإلكتروني، خلصت إلى الاتفاق على النتائج التي يقدمها هذا البيان.

 

أولاً.    الرواية

وجدت اللجنة أن موضوعات مثل الاغتراب الداخلي، ونقد العادات والتقاليد المتوارثة، بدت مسيطرة على النصوص الروائية المقدمة، وإن افتقر تناولها في أحيان كثيرة إلى العمق الكافي، وتجاور ما فيها من التماعات تنطق بمواهب جادة، مع ثغرات متعددة تحرم الأعمال من صفة المنجز المتكامل، فما امتاز بلغة سليمة ورشيقة افتقر إلى التخييل، وما نجح في بناء شخصيات ساحرة، أغرق في الإسهاب، وتهاون في سلامة اللغة، وهكذا.  ثم بدا جلياً ومشتركاً بين معظم المخطوطات الروائية، بروز صوت المؤلف الذي يشجب احتلال بلاده، لكن الحديث عن المظلومية لم يترجم عبر مواقف درامية تتكلم عن نفسها دون حاجة إلى صوت المؤلف أو الراوي، الأمر الذي يفسد تعاطف القارئ مع العمل الأدبي، وبالتالي مع وجهة النظر التي يحملها، أو يحول العمل الأدبي إلى بيان سياسي يعطّل عملية الإبداع.

 

وقد انقسم أعضاء اللجنة في رأيهم حول مستوى الأعمال المتقدمة، بين من يراها عالية، وتقدم صورة حسنة عن الأدب الفلسطيني الجديد، وبين من لا يرى ذلك.  وقد تجلى ذلك في ترشيح كل منهم لعمل روائي مختلف لنيل الجائزة، ويمكن قراءة ذلك على أنه إشارة إلى وجود أعمال منافسة بحق من جهة، كما يمكن قراءته كشاهد على غياب عمل ناجز قادر على إقناع أعضاء اللجنة أو أغلبية منهم، من جهة أخرى.

 

وانطلاقاً من ذلك، قررت لجنة التحكيم حجب جائزة الرواية للعام 2017، وذلك لتعذّر اتفاق أعضائها على عمل بعينه يستحق هذه الجائزة التي رسّخت مكانتها بجدارة في المشهد الأدبي في فلسطين وأبعد، وللإبقاء على سقفها عالياً.

 

ودعماً للتجارب الروائية اللافتة التي دارت في حيز التنافس، قررت اللجنة الإشادة بالأعمال الروائية التالية، وتقديم جوائز تشجيعية بقيمة ألف (1000) دولار لكل منها، مع توصية بالنشر في حال تطويرها وتخليصها من نقاط ضعفها المختلفة:

 

الكثير من الهراء لـ دعاء محمود إبراهيم (عناتا - القدس)

لأنها تنضوي على بوح حميم لهموم تتنقل برشاقة ما بين الشخصي والعام، حيث ينجدل السياسي والمجتمعي في تناول شجاع، ينقل بكفاءة الكثير من القسوة الممتدة ما بين التمييز "الدارج" إلى سفاح الأقارب.  كما تشف عن مكاشفة مهمة تتناول حقوق المرأة ووضعها في المجتمع الفلسطيني، ومعاناتها بين فكّي الاحتلال الاسرائيلي والمجتمع الذكوري.

 

كليشيه وديستوبيا لـ حكيم باسم خاطر (بازاريا – نابلس)

لأنها تقدم سرداً قوياً وواثقاً عن الهزيمة والخيبة والخذلان والقهر والفقدان في سياق اجتماعي يطغى عليه عنف السلطة الأبوية من جهة، وعنف الاحتلال من جهة أخرى.  تكشف الرواية عن مرجعيات معرفية جيدة توظف على نحو مقنع، ونباهة بصرية لافتة.  وتتفرد بشكل مميز من أشكال الجرأة والمكاشفة، وإن بدا الخطاب المباشر فيها واضحاً، نظراً للانشغال بالموضوع السياسي.  تنبئ الرواية بكاتب يمتلك مقدرة سردية عالية، وقدرة ملحوظة على التحكم بالحبكة، الشخصيات متنوعة وغنية بالبعد الإنساني، اللغة جيدة وتخلو من التقريرية الفجة والإنشائية المسهبة.

 

أجنحة لـ رؤى محمد الشيش (بيت لحم)

رواية محمولة على تخييل خصب غرائبي ومدهش، تتناول ثنائية الخير والشرّ تناولاً ثرياً، مفتوحاً على الإنساني، عابراً للأزمنة والأمكنة.  وتعتمد الرواية ثلاثة مسارب سردية، تبدو في البداية وكأنها مشتتة، لكنها سرعان ما تنجدل معاً عبر إدارة ذكية جداً وواثقة، لتتكشف مع انجدالها شخصيات تراجيدية ساحرة ومقنعة، تقدّم حواراً عميقاً ومنعشاً.

 

الجيش الأحمر العربي لـ فخري باسم طه (رام الله)

عمل حداثوي، يمتاز بسرد متقن ومتين، وتخييل جيد، وثقافة عالية تحاور المقولات الدارجة، وتحاول إعادة تعريف المسلّمات المفاهيمية من حرّية وغيرها، عبر ملاحقة بطل تراجيدي متخيّل، يقلب الواقع العربي رأساً على عقب، ويشير بفوهة بندقيته إلى قوى التخلف الذاتي، وإلى الاستعمار في آن.

 

كما تود اللجنة التنويه بالعمل الروائي:

 

أغصان مقطوعة من شجرة لـ بيسان خالد عابد (رام الله)

تلاحق الرواية مصائر مجموعة نساء على امتداد قرن، تركت الحرب بصماتها على أجسادهن وأماكنهن وأزمنتهن.  تمتلك الرواية منطقها الخاص، بعيداً عن أي إرادة خارجية أو أفكار مقحمة تدير تطورها، وبلغة متجانسة مع شخوصها، وتكشف عن نَفَس حكائي موهوب.

 

ثانياً.   القصة القصيرة

أما في مجال القصة، فبدا الأمر مختلفاً تماماً، ونحت اللجنة إلى الاتفاق على مستوى الأعمال المشاركة، التي وجدتها أفضل حالاً من الرواية، حيث أشارت إلى أن المستوى الفني للمجاميع القصصية جيد بصورة عامة، ويؤشر على نهضة أدبية فلسطينية في مجال القصة القصيرة، وذلك على الرغم من تدني عدد المجاميع القصصية المشاركة في المسابقة، مقارنة بعدد الأعمال المتقدمة في حقل الرواية.

 

وقد قررت لجنة التحكيم الإشادة مع توصية بالنشر بمجموعة

 

"الآثار ترسم خلفها أقداماً"

لـ مهند يونس من غزة

 

وقد علمت اللجنة أثناء إعداد هذا البيان، أن صاحب هذه المجموعة هو مهند يونس من غزة، وأنه كان قد وضع حداً لحياته بطريقة مأساوية، وإن اللجنة إذ تشعر بالأسى والأسف الكبيرين على فقدان مثل هذه الموهبة الأدبية الكبيرة والواعدة، فإنها تتقدم من أهله وذويه وعموم المشهد الأدبي والثقافي في فلسطين بأصدق مشاعر العزاء، آملة أن تظل هذه المجموعة القصصية، وما خلّفه هذا الكاتب الراحل من أعمال أدبية أخرى، شاهدة على مروره السريع في هذا العالم، وأن تحظى أعماله بما تستحق من انتباه واهتمام.

 

تميزت هذه المجموعة القصصية في مقاربتها لثيمة الموت عبر الغوص في سرديات الفرد والجماعة في حيز سياسي معدوم الأفق، حيث تلامس القصص السوريالية من جهة، وأسلوب قصيدة النثر من جهة أخرى.  وهي تتمتع بلغة فنية واضحة، تتوّجها حبكة قصصية غرائبية غالباً ما تبدو مبتكرة، وبخاصة على مستوى البحث الذهني، وحتى حين تبدو مباشرة، فإنّ هذه المباشرة تتحول إلى أداة مساعدة على عوالم أكثر تحليقاً.  موهبة القص في هذا النص واضحة، والسرد أنيق ومحكم ومقتصد ومفعم بالإحساس العالي، وينم عن تأمل وجودي عميق، وانتباه لعنصر الزمن بمعنييه الفلسفي والسردي.

 

بشكل عام، تنمُّ المجموعة عن مخيلة خصبة، وتمكن من فن السرد، ومهارة ملحوظة في بناء قصته.

 

أما فيما يتعلق بجائزة الكاتب الشاب للقصة القصيرة وقدرها أربعة آلاف دولار مع النشر، فقد قررت اللجنة منحها لـ

 

أحمد حسام جابر (كفر راعي – جنين)

عن مجموعته القصصية "السيد أزرق في السينما"

 

لأنها تقدم قصصاً مكتملة البنية الفنية، تتميز باللمعة الذكية والمفارقة البناءة، تتقاطع مع أنواع أدبية مختلفة، منها قصيدة النثر، وهي قصص لديها قدرة عالية في المفاجأة والإدهاش بلا أي تكلف أو ادّعاء، وتفلح في الغالب في جعل هذا النوع من القص السوريالي، مشوقاً بأبعاد فكرية خاصة كتبت بأسلوب سلس، قادر على شد القارئ، ولغة جيدة ذات رونق، وقد اعتمدت طريقة القص على المنولوج كثيراً.  ما يميز هذه المجموعة هو اكتمال مقوماتها كفن قصصي حكائي مميز، بلغة مثقفة وحمّالة أوجه، ودخول مباشر إلى الحكاية بلا عتبات بلاغية، فجاءت مداخل الحكايات متعددة بتعدد العوالم المنثورة على امتداد المجموعة.  كما تقدم هذه المجموعة لغة متمكنة تماماً وصافية ودقيقة، ووقائع تتقافز بين الواقعي والمتخيل لتلغي الحدود بينهما.  وتكشف عن مرجعيات ثقافية واسعة، وتجليات فنية تتحدث عن حواس ذكية وخبيرة تتراسل بكفاءة، لتحاور باحتراف أشكال الفنون من نحت، وتصوير، وسينما، وموسيقى.

 

بيان لجنة التحكيم فيما يخص (حقل الشعر)

 

نظرت لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017، التي شملت (أبجدياً) كلاً من الكاتب والروائي أكرم مسلم (فلسطين)، والشاعرة إيمان مرسال (مصر/ كندا)، والشاعر والروائي سنان أنطون (العراق/ أمريكا)، والأكاديمية والناقدة الأدبية د. زينة حلبي (لبنان)، في 27 مجموعة شعرية، تقدم بها كتاب فلسطينيون شباب من أماكن مختلفة في فلسطين التاريخية والشتات.  وقام كل عضو، منفرداً، بقراءة الأعمال الشعرية المشاركة وتقييمها، وتزويد المؤسسة بتقريره الفردي، ومن ثم قامت إدارة البرنامج بجمع التقارير الأربعة في تقرير واحد، وإطلاع أعضاء اللجنة على مجمل عمل كل عضو فيها.  وعقبت ذلك عملية تداول تمت عبر البريد الإلكتروني، خلصت إلى الاتفاق على النتائج التي يقدمها هذا البيان.

 

لقد حملت هذه المسابقة عدداً كبيراً من الأعمال التي رأت اللجنة أنها تبشر بجيل شعري جديد ثري ومتنوع ومغاير وشجاع، وتعددت الأعمال الشعرية التي استوقفت عمل اللجنة.  وقد خلصت لجنة التحكيم إلى الإجماع على النتائج التالية:

 

التنويه بـالمجموعة الشعرية

 

ليس للصحراء باب

لـ أحلام وليد نعيم (حلحول)

 

لأنها تقدم قصائد جميلة قادرة على المفاجأة عبر إزاحات محسوبة في زاوية التأمل، واستعارات تحاكي السوريالية أحياناً.

 

والتنويه أيضاً بـالمجموعة الشعرية

 

بورتريه غامق لنفسي

لـ عبير أيمن أبو ديَّة

(الخليل، وتقيم حالياً في الأردن)

 

لأنها تقدم صوتاً شعريّاً مميّزاً في طريقه للتحقق، وغناءً شفافاً عن الحزن والألم والفقد والوحدة بعيداً عن السنتمنتالية المبتذلة.

 

كما قررت اللجنة الإشادة مع توصية بالنشر بـكل من:

 

ترجمة باخ

لـ بدر أحمد عثمان

(رام الله، ويقيم حالياً في إيطاليا)

 

لأن هذه المجموعة لا تخلو من طزاجة وأصالة، وتقدم تجربة روحيّة خاصّة خلف الكتابة، وتتجلى شعريتها في محاكاة مزدوجة لموسيقى الكنائس والاستعارة الدينية، وتنجح في إيصال ذلك المزج بين حالة النشوة الداخلية، وتلك التي تنتج عن النشج الموسيقي في لغة مغسولة بالماء المقدس.

و

 

جراح تجرب نفسها

لـ حامد رضوان عاشور (غزة)

 

تقدم هذه المجموعة موهبة يجب تشجيعها ومخيلة نشطة ونبرة شخصيّة في الكتابة تستحق الانتباه، وتنطوي على عمل شعري ممتع ومدهش ومتدفق وغني، لغةً وإيقاعاً وصورةً ورؤيا، مقدماً شعراً ناجماً عن تلقٍ مختلف للعالم، وثقة بالنفس كافية لتمنح الأشياء فرصة كي تقول نفسها بنفسها.

و

شخير

لـ رزان ناظم بنورة (بيت ساحور)

 

حيث تشف هذه المجموعة عن قدرة هائلة على اكتشاف الشعر في كل شيء، حتى ما قد يبدو عصياً على ذلك.  شعرية عالية تفكك كل شيء وتعيد تركيبه في قصائد رائعة تجمع، بكفاءة، بين التأمل الهادئ والتمرد، لغة سليمة وشفافة ومتقشفة، وحساسية تستدرج القارئ عبر العادي إلى مآلات مفاجئة.

 

وقد قررت اللجنة منح جائزة مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017 في مجال الشعر، البالغة قيمتها 4000 دولار، إضافة إلى نشرها لـ

 

جنازة لاعب خفة

لـ أنيس رائد غنيمة (غزة)

 

لأنها تقدم خطاباً شعرياً ناضجاً ومتمكّناً، واستعارات وصوراً مدهشة، وزخماً شعرياً يتدفق في نصوص منسابة عن القسوة والحزن، عبر شعرية تتميز بالذاتية والتجريب والإبداع، وحزن ذاتي مبرر يمتلك الكفاءة لفتح كوة على ما هو إنساني وعام.

 

يبشر هذا الشعر الطازج بصوت شعري مميّز، وله موقع محدّد من العالم.  عالم القصائد ليس واسعاً، ولكنه عميق وحاد ومؤثر.  لعلّ أجمل ما في هذه المجموعة هو طريقة تناولها لكل ما يتقاطع معها مهما كان بسيطاً، أو عابراً، وأن هناك ذاكرة للقصائد تستطيع أن تشير إلى التاريخ الجمعي، ولكن دون أن تتحدث باسمه، وأن لكل قصيدة في هذه المجموعة شخصيتها وبناءها الذي يخصّها.