دروس من الحياة: عمر القطان

الرئيسية في القطان الأخبار دروس من الحياة: عمر القطان

 

التالي نص مترجم عن مادة أصلية نشرت باللغة الإنجليزية في مجلة Philanthropy Age.

 

يتبادل أصحاب العطاء والمطّلعون على تفاصيل العمل الخيري وخباياه، النصيحة والمشورة حول العطاء الذكي، كما يتبادلون التجارب التي اكتسبوها وراكموها على مدى سنيّ عملهم في هذا المجال.

 

يترأس عمر القطان مجلس أمناء مؤسسة عبد المحسن القطَّان، وهي مؤسسة أسستها عائلة القطان العام 1993، وتتخذ من لندن مقراً لها.

 

وتكرّس المؤسسة عملها في مجال التربية والثقافة والطفولة. كما يترأس القطان، الذي كان يعمل سابقاً في حقل صناعة الأفلام، مهرجان شُبّاك للثقافة العربية المعاصرة في لندن، وهو رئيس مجلس إدارة المتحف الفلسطيني.

 

وهنا، يقدم لنا القطان بعض النصائح حول العطاء الذكي: اعرِف الحدود الإنسانية والمالية لقدراتك كمؤسسة. حدِّد أهدافاً واقعية لما تستطيع أن تنجزه.  حدِّد الموارد التي تستطيع أن تستقطبها وتحشدها، ثم باشِر عملك.  لا تُعِدْ اختراع العجلة، أو تتّبع التوجهات السائدة على غير هدى. ابذُل مساعيك وضَع نصب عينيك مجالاً محدداً لا يكرر ما أنجزه الآخرون، ولا يتنافس مع الموارد المتاحة لهم أو ينازعهم فيها. وفوق كل شيء، ينبغي أن تتسم الفكرة بتماسكها وقوتها واتصالها بمجال عملك. حدِّد الخبراء الذين يمدّون يد العون لك، ويتحلون بالتواضع الذي ييسر لهم الاستثمار في مواهبهم. فغالياً ما يميل الأثرياء إلى إظهار قدر كبير من الغرور.

 

إن كونك ناجحاً أو ذا حظ وافر من التعليم، لا يعني أنك الإنسان الأمثل الذي يمكن له أن يتبوأ قيادة كل مشروع. فالأفكار الناجعة قد تولَد من رحم مجال لم يكن يدور في خلدك. أردتُ أن أطلق برنامجاً ثقافياً في العام 1998، وكان والدي على قدر وافٍ من الحكمة أن أتاح لي أن أجرّب هذا البرنامج على مدى سنة واحدة. وكان ينظر إلى الثقافة، في ذلك الوقت، كما لو كانت ترفاً.  ولكن المشروع سطَّر نجاحاً منقطع النظير في توفير التعليم بمعناه الأشمل، بحيث أضحى أحد التدخلات الرئيسية التي باتت المؤسسة تنفذها وتعتني بها. إن قياس النجاح أمر يشوبه التعقيد.  فهناك أمور تستطيع أن تقيسها؛ كعدد الأطفال الذين وصلتَ إليهم، أو المبالغ المالية التي أنفقتها، بيْد أن التغيير الذي يحقق التحول المنشود، على المدى البعيد، يُعَدّ ذاتياً، ويستغرق وقتاً لإخراجه إلى النور.

 

عليك أن تتحلى بالحنكة والفطنة التي تيسر لك أن تأخذ كلا هذين العاملين في عين الاعتبار في عملك. فاللحظات التي تشهدُ فيها ثمار أعمالك، تجعلك تزهو بفخر لا مثيل له.  لقد زرتُ مركزنا الثقافي الذي يحتضن الأطفال في غزة مؤخراً، حيث يتيح لنحو 1,000 طفل الاستفادة مما يزخر به من مرافق؛ كالمكتبة، والمسرح، ومختبر التكنولوجيا، ومختبر العلوم والحِرف. إنه كواحة خضراء في أرض قاحلة.