رام الله: "القطان" تطلق فعاليات مبادرة "منتدى المناظرة الطلابي" لطلبة المدراس

الرئيسية في القطان الأخبار رام الله: "القطان" تطلق فعاليات مبادرة "منتدى المناظرة الطلابي" لطلبة المدراس

انطلقت، مؤخراً، مبادرة منتدى المناظرة الطلابي بتنفيذ 4 لقاءات مع فرقها الشبابية، في مؤسسة عبد المحسن القطان، بمشاركة 60 طالباً وطالبة من مدراس محافظة رام الله والبيرة المختلفة.

 

تهدف المبادرة إلى تشجيع نهج الحوار والنقاش في التعليم، ضمن نموذج مجتمعي وتشاركي بديل، يوظف أداة المناظرة لتعزيز قدرة الطلبة على بناء الأفكار وتنظيمها، وتقديم الحجج البناءة، واستخدام المنطق والأدلة، وتطوير مهارات التفكيك والتفكير النقدي، إلى جانب تنمية مهارات التحليل والبحث العلمي، لتطوير أدواتهم في خوض النقاشات والحوارات الفعالة والمؤثرة.

 

وتضمنت اللقاءات سلسلة من التمارين البنائية التي تهدف إلى تفكيك أدوات المناظرة، والتأسيس لمفهومها كمنهج تفكير وفعل.

 

وبدأ اللقاء الأول بتعارف أعضاء المجموعة، تبعه العمل في مجموعات بؤرية لوضع قواعد اللقاءات القادمة ضمن المبادرة، ومناقشة البنود بما يتوافق مع قناعاتهم؛ كونها ستحكم العمل مستقبلاً بما يتناسب واحتياجاتهم، ليصير على الجميع الالتزام بها واحترامها من بعد إقرارها بالإجماع.

 

وركز اللقاءان الثاني والثالث على طرح مجموعة من المفاهيم، ومحاولة البحث فيها، وفهم مركباتها، والخوض في أبعادها الأعمق، حيث تم بتفكيك مفهوم "الحوار" مع الباحث التربوي مالك الريماوي، والتطرق له كعملية مشتركة، يتم خوضها بشكل تفاعلي بوجود أطراف عدة، فيما تتم بشكل رئيس بهدف معالجة قضية ما، موظفةً الاستماع والتفكير بأسلوب متكافئ، وفهم الاختلافات في وجهات النظر المتنوعة.

 

كما تم تفكيك "المبادرة المجتمعية" كمفهوم، الذي عرضه المدرب حازم أبو هلال، فاتحاً باب مناقشتها بوصفها (أي المبادرة المجتمعية) فعلاً جوهرياً لبناء مجتمع فاعل، وقادر على ابتكار حلوله بيده وجهده الخاص، وما يعطيه هذا التوجه للمجتمع من أولوية في اتخاذ القرار، ولديمومة حلوله لعضوية تشكيلها، وانبثاقها من أصحاب الهم أنفسهم، لقدرتهم على اختيار أنجع السبل.

 

أما اللقاء الرابع؛ فقد تركز على توظيف المفاهيم كافة التي تعرف عليها الفريق خلال التدريب، من خلال خوض تجربة حوار جماعي، تناقش "الحوارات الفكرية" بما لها من أساسيات وأساليب.

 

وعبر الطلبة في اللقاء عن أنهم تمكنوا من التعرف على خبرات الزملاء وتجاربهم، من خلال أنشطة كسر الجليد، وكونهم من مدارس مختلفة، ما خلق تبادلاً في الخبرات بينهم، وفهماً للاختلاف، ما من شأنه أن يجعل اللقاءات القادمة أكثر فعالية وتعاوناً.

 

وتساهم هذه التجربة في التأسيس لتوجهات المبادرة المعتمدة على تعريض الشباب في الفريق لتجارب معرفية جماعية خارج المنظومة السائدة، وتقوية إدراكهم بالعالم الأوسع، والتعلم من تجارب زملائهم عبر الإنصات لها والنظر إليها بمنظور تحليلي.

 

تتجمع اللقاءات المنفذة جميعها في إطار تشكيل وبناء المجموعة بناءً مستنداً إلى أرضية معرفية صلبة، فيما تسعى المبادرة ذاتها إلى رفع وعي الطلبة من خلال التعلم بالملاحظة والبحث، وتطوير قدراتهم، وتمكينهم من الأدوات المعرفية المستخدمة في التحليل والتفكيك، لينطلقوا لاحقاً بمبادرات تعبر عن مشاكلهم وقضاياهم بما يخدم المدرسة والمجتمع.  وقد تشارك الطلبة الحديث عن المشاكل التي تشغلهم.

 

انطباعات المشاركين

تقول الطالبة حلا أحمد: "ما يميز هذا المسار هو حرية التعبير عن الرأي، وتوفير مساحة للتعبير عن احتياجاتنا كطلبة، وعدم طمس أفكارنا، إلى جانب طرحه مواضيع نرغب في فهمها.  كما أننا ناقشنا مفهوم التعليم التحرري وفلسطين، وتطرقنا إلى قضية اللجوء والقرى المهجرة".

 

وتضيف الطالبة أمينة نافع: "المختلف هو أننا نُبنى على هيئة روبوت، وعلينا أن نتصرف وفق ذلك، إلا أن ما سنقوم باتباعه هنا هو أن نقوم بتحليل الجمل والكلمات التي نتعرض لها في سياق حياتنا اليومية، وتحليل مضمونها وتشكيل الحجج، حتى نتمكن من التمعن في القضايا والعقبات التي تواجهنا لإيجاد الحلول، ولنفتح لأنفسنا آفاقاً معرفية جديدة".

 

تستمر لقاءات المبادرة التدريبية لمنتدى المناظرة الطلابي مدة سنة كاملة، وذلك بهدف تطوير مهارة الطلبة الإقناعية والنقدية في طرح قضايا ومفاهيم سائدة محيطة بهم، وتسعى المبادرة نحو تقوية طاقات الطلبة، ودفعها نحو استخدام أداة المبادرة لخلق حوار حول قضايا متعلقة بهم، من خلال تنمية وعيهم، وتمكينهم من تفكيك المضامين، وتحديد آليات التدخل التي يمكن توظيفها.

 

وتأتي هذه اللقاءات، ضمن مسار المواقع، الذي ينفّذه برنامج الثقافة والتربية/مؤسسة عبد المحسن القطان، ضمن مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية"، بتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).