بحث فوتوغرافي وتوثيقي للواقعية الاجتماعية للحقبة المضطربة التي شكّلتها جائحة كوفيد-19 ضمن مشروع "في ذكرى الغد"

الرئيسية في القطان الأخبار بحث فوتوغرافي وتوثيقي للواقعية الاجتماعية للحقبة المضطربة التي شكّلتها جائحة كوفيد-19 ضمن مشروع "في ذكرى الغد"

أطلقت مؤسسة عبد المحسن القطَّان مشروع "في ذكرى الغد"؛ وهو بحث فوتوغرافي وتوثيقي، يحاول تلخيص الواقع الاجتماعي للحقبة المضطربة التي شكّلتها جائحة كوفيد-19، والتي تركت إلى يومنا هذا ندوباً اجتماعيةً عميقة واغتراباً عما كان مألوفاً.

 

تأتي أهمية المشروع من ندرة المشاريع التي توثق تاريخ الأوبئة في فلسطين، على الرغم من أن أوبئةً كثيرة مثل الإنفلونزا والطاعون والكوليرا والتيفوئيد وغيرها قد عصفت دوماً بسكان فلسطين الحضر والريفيين عبر التاريخ، وقد تزامنت مثل هذه الجوائح مع المجاعات والجفاف والحروب والجراد مخلفة وراءها آلاف الوفيات.

 

وإذ خلفت الجائحة تأثيراً حتمياً على المستقبل في فلسطين، فقد تزامنت، أيضاً، مع خطة إسرائيل بضم الضفة الغربية، وتسارع خطوات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وبخاصة مع تقلص المساعدات الدولية.

 

وعلى ذلك جاء مشروع "في ذكرى الغد"، فحثت مؤسسة عبد المحسن القطان الفنانين ليصبحوا شهوداً على اللحظة المتعلقة بالمأساة الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي تمر بها فلسطين خلال هذه الحقبة، وطلبت إنتاج أبحاثٍ تحت موضوعات مختلفة تندرج تحت التالي:

 

  1. استخدام التصوير الفوتوغرافي لتوثيق الموت وطقوسه الاجتماعية الجديدة.
  2. استخدام التصوير الفوتوغرافي لتوثيق الفراغ الجديد وهيمنة المشهديات الصامتة.
  3. استخدام التصوير لتوثيق طقوس الجسد المصاب حين وصوله وإقامته ومغادرته من العيادات والمستشفيات، والفنادق التي تم تحويلها إلى مراكز صحية لكوفيد-19.
  4. استخدام التصوير الفوتوغرافي لتوثيق عمليات الاحتجاج والتدهور، فضلاً عن تقطع سبل المعيشة بسبب ترسخ البطالة والفقر، كما شجع المشروع الفنانين على تقصي أماكن العمل المهجورة، وأماكن العمل الصغيرة والصناعات الخفيفة المغلقة.

بعد انتهاء فترة التقديم، تم اختيار 6 مشاريع، وقد أعطت لجنة التحكيم الأولوية للمشاريع التي استهدفت المناطق المهمشة، آخذةً بالحسبان موضوعات أخرى للفنانين لا تتطابق مع المذكورة أعلاه، كالأفكار التي تركز على الواقع الاجتماعي لمأساة الجائحة.

 

عمل الفنانون الذين تم اختيار مشاريعهم البحثية لمدة 3 أشهر، بإشراف أعضاء لجنة الاختيار أحلام شبلي، وشروق حرب، وعلى إثر ذلك أُنتجت منصة تعرض نتائج هذه الأبحاث للفنانين الذين تم اختيارهم، وهي كالتالي:



1. نطفو في فضاء مسموم – الفنان عارف مصالحة، القدس | مصور فوتوغرافي وممرض.

عارف مصالحة اختار التصوير الأنالوغي والفيلم الأسود والأبيض، حيث ركز المشروع على توثيق كل ما يتخلل جدران المشفى.

2. مع وقف التنفيذ – الفنان إلياس حلبي، بيت لحم | المصور الرسمي لكنيسة المهد في بيت لحم.

من خلال البحث، حاول إلياس تسليط الضوء على بعض الأشخاص الذين تضرروا، بشكل مباشر أو غير مباشر، من تأثير الجائحة على مجريات حياتهم وعلى وضعهم الاقتصادي، وماذا حل بهم وبوظائفهم أو مشاريعهم الخاصة.

3. دورك – الفنان فارس أمين، رام الله| موسيقار وهاوي تصوير فوتوغراف.

يركز الفنان فارس أمين على قطاع المواصلات العامة في رام الله، تحديداً منطقة توقف "سرفيسات" بيرزيت، والأخرى منطقة "سرفيسات" أريحا.

4. كورونغرافيا القفص – الفنان محمد حرب، غزة | مؤسساً ومشرفاً على "مهرجان الفيديو آرت الدولي–غزة".

ركز الفنان على رصد ممارسات يومية لأسرته التي تمر بظروف الحجر اليومية في غزة، حيث تأطرت حياتهم داخل القفص الذي أصبح فضاءً ضيقاً، من خلاله يراقبون العالم الخارجي عبر الشاشات أو النوافذ المفتوحة!

5. صدري أنا متراس - للفنانة رهاف بطنيجي، غزة | مصورة وفنانة بصرية.

تركز الفنانة على لفت انتباهنا إلى التغيير الحاصل في اللافتات العامة في شوارع غزة، حيث التقطت رهاف في فترة الإغلاق الكتابات السياسية القديمة على الجدران ("غرافيتي")، التي استُبدِلَت الآن بالخط العربي المزخرف المرتبط بقواعد الصحة العامة.  تُعتبر صور رهاف وثائق مهمة تتعلق بالفضاء العام في غزة، كما تلتقط تلك الصور مشاعر الفراغ والعزلة بشكل مؤثر جداً، وتسلط الضوء على أماكن كانت مليئة بالناس في الماضي.

6. مدينة السلام – للفنان منذر جوابرة، بيت لحم.

يتمثل عمل "مدينة السلام" بمقاربة بين واقع المدينة السياسي التي تعاني من الحصار والاحتلال والجدار، وقوة الحياة في مواجهة كل هذه الظروف، وبين واقع المرض الذي شكّل مأساةً أخرى للمدينة وسكانها، فانهزمت الحياة أمام الموت الذي أصبح يومياً يفتك بالبشرية، وتعرض أعداد كبيرة من الناس للإصابة بفيروس كورونا.

 

جاء المشروع كجزء من مشاريع البرنامج العام في المؤسسة.

 

للتفاصيل حول المشروع: من هنا