البيان الختامي للجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب 2019 - حقل الشعر

الرئيسية البيان الختامي للجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب 2019 - حقل الشعر

نظرت لجنة تحكيم مسابقة الكاتب للعام 2019 (جائزة الشعر) التي تكونت من الكاتب والشاعر زكريا محمد، والشاعر قصي اللبدي، والشاعرة داليا طه، في 32 مجموعة شعرية تقدم بها كتاب وكاتبات شباب فلسطينيون من أنحاء مختلفة من فلسطين التاريخية والشتات.

وقام كل عضو، منفرداً، بقراءة الأعمال الشعرية المشاركة وتقييمها دون علمه بأسماء كاتبيها، وبتزويد المؤسسة بتقريره الفردي، ومن ثم قامت إدارة البرنامج بجمع التقارير الثلاثة في تقرير واحد، وإطلاع أعضاء اللجنة عليه.  وعقبت ذلك عملية تداول تمت عبر البريد الإلكتروني، خلصت إلى الاتفاق على النتائج التي يتضمنها هذا البيان.

لاحظت اللجنة أن هناك عدداً كبيراً من المجموعات الشعرية اللافتة ومتقاربة المستوى، التي تبشّر بأصوات شعرية واعدة ومواهب حقيقية، فكشفت المشاركات الشعرية عن قوس من الضوء يبدأ من ناحية، ويمتد إلى الناحية الأخرى، بدرجات متفاوتة من السطوع، يؤكد التفاؤل بمستقبل الشعر الفلسطيني.  وإن كان الكثير من هذه المجموعات غير ناضجة كفاية كديوان أو كمجموعة، وأن الكثير منها لا يزال يحتاج إلى المزيد من الشغل والجهد.  وقد لاحظت اللجنة أن الشعر الذي قدمته المخطوطات الشعرية توزع ما بين النثري والعمودي التقليدي، في استقطاب غريب وغير متوقع، مشيراً إلى تراجع ملحوظ في الاهتمام بالتفعيلة، انعكس سلباً على التنوع المأمول في التجارب الشعرية الجديدة عامة.

 

وقد خلصت لجنة التحكيم إلى الاتفاق على النتائج التالية:

التنويه بالمجموعة الشعرية



حكاية الناطور التائه

لـ كامل محمد كامل ياسين (من عصيرة الشمالية- نابلس)

لأنها تقدم تجربة لافتة عموماً، ولغة سليمة، وقدرة على السرد عند الضرورة، رغم الإفراط في الغنائية، وهيمنة العروض على الجملة الشعرية، ما ينزع المعنى من سياقه، أحياناً، أو يمضي به الى التسطيح.

الإشادة مع توصية بالنشر بـ

 

عن كل ما هو خافت وبعيد

لـ علاء مأمون عودة (طرطوس – سوريا)

لأنها تقدم تجربة شعرية تتسم بالنضج والبساطة والتقشف، وتشف عن مخيلة رطبة ومفردات خالية من الترهل وحادة، تتجلى في نصوص لافتة، وصور شعرية ساطعة ومتتالية، ما يجعل المجموعة تحمل طاقة سينمائية وحسية كبيرة، رغم حاجتها إلى إعمال الخيال أبعد من الحدود القريبة التي تقف عندها الكثير من القصائد.

 

بيت بيوت

لـ هبة بعيرات (نيوجرسي- الولايات المتحدة)

لأنها تقدم تجربة متميزة جديرة بأن يحتفى بها، بلغة جيدة وسلاسة في المفردات، وبحث عن الجديد، وصلابة في المعنى.

وتكشف قصائدها المختصرة والسريعة عن حكمة وشعرية واعدة تحملها في لحظات مختلفة صور شعرية مفاجئة ومتزنة في قصائد جميلة، وبخاصة في النصف الثاني من المجموعة، حيث تصبح اللغة أكثر تقشفاً وحكمة وتماسكاً، وإن كان ينقصها صوت الشاعر الداخلي وهواجسه الشخصية، والاهتمام أكثر بالنهايات، والتخلص من بعض المبالغة في الغرابة.

 

ثقب في صور العائلة

لـ أحمد أبو عواد (غزة)

لأنها تقدم تجربة لافتة بمفردات مقتصدة وصورة حاضرة، ولا سيما في النصف الثاني من المجموعة، حيث، برهافة وبحياد، يكتب الشاعر عن عالمه ورغباته.  تتميز القصائد بنبرتها الهادئة وصورتها الشعرية الحالمة، إضافة إلى تفاصيل حياة الشاعر.  يكتب الشاعر كما لو أنه يشرّح وجوده.  تتميز القصائد بشفافية مريحة وبتوازن بين اليومي والواقعي، وبين الإشارات الفلسفية.  هناك جمال هادئ ونبرة متزنة ولغة متقشفة لا تستند إلى الجمل الرنانة.  المجموعة ككل متماسكة، وتحمل باطناً فلسفياً وتتحدث عن عالم مهول وقاس وواسع ببساطة ورهافة وجمال ووقار.

 

منح الجائزة الأولى مناصفةً إضافة إلى النشر لـ

 

العشب بين طريقين

لـ تغريد عبد العال (طرابلس – لبنان)

 

لأنها تقدم تجربة شعرية ناضجة، بلغة تتسم بالسلاسة والعمق، وصور رقيقة وذكية ببساطة وتقشف، ودون ثرثرة أو زيادات، ولا يزال بوسع الشاعرة الصعود بقصيدتها إلى مديات أعلى.

إنه ديوان جميل ومدهش بهدوئه ورهافته ويصور بطاقة شعرية هائلة فيزياء اللحظات الخاطفة.  تقدم لنا الشاعرة عالما غنياً بالتفاصيل وبكل ما يحصل في أكثر اللحظات سكوناً.  هناك قصائد رائعة تتحدث بخفة وبساطة مدهشة عن أعماق إنسانيه معقدة، وعن التغيرات والتحولات من خلال تأمل الطبيعة، حيث تملك الشاعرة لغة واعدة جداً، وتخلق علاقة مثيرة مع العالم الطبيعي: مع السماء والعشب والزهرة والصوت والهواء ... العالم في مجموعتها الشعرية هذه واسع وغامض وجميل، وهي شاعرة متميزة قادرة على مواجهة العالم وثقله بخفة مرعبة، والتقاطات شعرية حاسمة، ولغة مبتكرة في قصائد متأملة ومقتضبة، تحاول أن تمعن وتسمي كل ما هو لا ملموس، علماً أن بعض القصائد تحمل رومانسية مفرطة.

 

بحثت عن مفاتيحهم في الأقفال

لـ (القدس)

عالم شعري خاص، مميز، ومختلف لشاعر شاب يسيطر على عالمه هذا؛ عالم الماضي والجدات والأمهات والبحر والحب، بيسر وقوة، ويستخرج منه ما يريد من دون أن يعطيك إحساساً بالإجهاد.  قد تصيبه لحظات من الجفاف النثري، لكنه سرعان ما يعود إلى التوهج.  ليست هناك ثرثرة زائدة عن الحد، وليست هناك مبالغات عاطفية، بل هناك اعتدال ما يوصل إلى الهدوء والراحة.  اللغة سليمة، مقتصدة، ومتماسكة ومبشرة عموماً، وتنبثق حارة من التجربة.  وباختصار، هذه المجموعة تجربة مميزة.

وأخيراً لا يسع لجنة التحكيم إلا أن تشكر المشاركين كافة، وتتمنى لهم كل التقدم في مشاريعهم الأدبية مستقبلاً.

 

أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب

(حقل الشعر)

كانون الأول 2019