الورشة الثالثة في مسار "من المزرعة إلى العالم، من نحن؟ وماذا نريد؟"

الرئيسية الورشة الثالثة في مسار "من المزرعة إلى العالم، من نحن؟ وماذا نريد؟"

يستكمل مشروع "من مزرعة في الغور" ضمن مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة مساره الثاني "من المزرعة إلى العالم، من نحن؟ وماذا نريد؟" بتنفيذ ورشة العمل الثالثة له في هذا المسار حول "تقديم المحتوى في الإعلام المجتمعيّ"، وذلك يوم السبت الموافق 20/08/2022، في مقر مؤسسة عبد المحسن القطان – الطيرة، والتي شارك فيها 17 طالباً وطالبةً من قرية الزبيدات، الواقعة شرق مدينة أريحا وعلى الحدود الأردنيّة الفلسطينيّة.

تناولت الورشات كيفيّة استخدام مهارات وتقنيات الإعلام الرقميّ وكيفية تقديم محتوى مؤثر في الإعلام المجتمعيّ، بهدف توظيف هذه الأدوات في إبراز المشكلات التي تعاني منها القريّة بشكلٍ مهنيّ وعصريّ وفعّال، لما تشكله هذه الأدوات المعرفيّة والثقافيّة من نافذة منفتحة على العالم.

هذا وقد اعتمدت الورشات أسلوب التعلّم من خلال التجربة والممارسة، عبر إعادة دراسة وتحليل التجارب السابقة ذات العلاقة (مضموناً وشكلاً)، واستخدامها في صقل وتطوير المضامين والموضوعات الممكن طرحها، مروراً باستخدام التقنيات الرقميّة -المتاحة للجميع- وإنتاج موادَ إعلاميّة ذات تكلفة منخفضة -باستخدام الهاتف المحمول-.

تسعى هذه الورشات إلى تعزيز قدرة هؤلاء الشباب على تحديد أولوياتهم ومشاكله وإيصال رسالتهم وصوتهم إلى المحيط والعالم، مواجهين التحديات البيئة والصعوبات المحيطة بهم وعزلة المنطقة، من خلال تحفيزهم على الاشتباك مع قضاياهم المركزيّة وانشغالاتهم بالتساؤل تساؤلات جوهرية من صلب حياتهم اليومية؛ مثل سؤال التعلم، سؤال العالم وموقعنا منه، العمل الزراعي كفعل تنموي وتعلمي، الريف كفضاء إنتاجي، المكان (الأغوار) كحيز صمود ومواطنة، المزرعة كنافذة للمستقبل. المستوطنة وأين يكون البديل عنها، عمل النساء في المستوطنات وما هو البديل، من جهة أخرى ما الذي ينقص المكان ليكون أكثر تواصلا مع العالم. وما الذي نريده من الخارج. وماذا نريد أن نقول للخارج. وأين من الممكن أن يكون المستقبل خارج المستوطنة أو المزرعة. وهل من الممكن أن تكون المزرعة فضاء عالميا مثل مزراع الناس في العالم، متواصلة وتنتج ثقافة ومعرفة؟

وذلك في سبيل خلق مبادراتٍ تهدف إلى التغيير، وتحسين فضاء المزرعة وكسر عزلتها بما يتقاطع مع احتياجات الناس فيها وطبيعتهم وثقافتهم والتفكير الدائم في خلق واقعً جديد أكثر حيويّة وإنتاجيّة معتمداً في أساسه على الأمل بالتغيير والإيمان بالإمكانية، والعمل لإنفاذه، في محاولة للخروج من الحيّز المغلق وتوسيع فضاءاته واستنهاض طاقاته.

تقول مقدّمة الورشات المدربّة الإعلاميّة نيال ثوابتة إنّ المغزى من هذه الورشات هو "بناء مهارات لتغيير سلوكيات، واستفزاز الشباب لتغيير واقعهم"، فيما يشير مدير المشروع الباحث الاجتماعي أحمد الحنيطي إلى ذات النقطة، مؤكداً على أن واقع الشباب في هذه الفضاءات شبه مغلق، كما أن محدوديّة خياراتهم المستقبليّة المتأرجحة ما بين "المزرعة أو مزرعة المستوطنة" (العمل في المستعمرات الإسرائيليّة)، خلّفت عدم مبالاةٍ ونظرة شبه سوداويّة لمجتمعهم وطاردة لهم كشباب وشابات، حيث يعانون في هذه المناطق من الثقافة المنغلقة وغير المتفاعلة إلى حدّ كبير مع خارجها.

يتمركز مشروع "من مزرعة في الغور" في قرية الزبيدات والتي يبلغ عدد سكانها 1679 نسمة، وتفتقر إلى الخدمات والبنية التحتيّة وتفتقر إلى النشاطات والفعاليات الثقافية بمختلف أنواعها، هذا ولا يُسمح لسكانها بالتوسّع أو البناء إلا بشكلٍ عموديّ، ويمنع استغلال كافة المساحات داخل القرية.

ينفذ المشروع بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان وبتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).