حفاظاً على المورث الغذائي الفلسطيني، رمانية في بيت الكرمة

الرئيسية حفاظاً على المورث الغذائي الفلسطيني، رمانية في بيت الكرمة

نظّم بيت الكرمة التابع لمؤسسة دالية المجتمعيّة، يوم السبت 19/11/2022، فعاليّة الرمانيّة الساحليّة، في البلدة القديمة بكفر عقب، وذلك ضمن سلسلة فعاليات وأنشطة مشروع "ثقافة الطعام"، بحضور ما يقارب الـ 40 سيد/ة، وبدعم من مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية في مؤسسة عبد المحسن القطان.

 

تناولت الفعاليّة بشكل أساسي تحضير طبق الرمانيّة/ حبة رمّانة في ساحة بيت الكرمة، وتخلّلها شرح عن الطبق ومكوناته وتاريخه الأصيل، الذي يعود في أساسه لثقافة سكان الساحل الفلسطينيّ في يافا واللدّ والرملة وينتهي في غزّة، لتنتقل ثقافة طبخه مع التهجير بعد النكبة الى بعض مخيمات اللجوء مثل مخيم الأمعري، ومخيّم قلنديا ومخيمات قطاع غزّة.

 

وشاركت الشيف والباحثة في مجال الطعام والمديرة التنفيذيّة لمؤسسة دالية سمر عوّاد في عرض الطبق وموسمية طبخه، إذ أن الرمانيّة/ حبة رمّانة بمسميّاته المختلفة تبعاً لكلّ منطقة، هو طبق فلسطينيّ خريفيّ يعتمد زيت الزيتون والرمان مكونانّ رئيسان في تحضيره، ولذلك يرتبط طبخه بتوقيت نضوج هذه المحاصيل تحديداً. في حين تقوم المدن المختلفة بإضافة أو تغيير المكونات المتبقيّة حسب المتوافر والمشهور لدى كلّ منها، فتُطبخ الرمانيّة بالبصل وعين جراده في يافا، بينما في اللّد والرملة يتم استخدام الثوم بدلاً عنه، ويتميّز الطبق في غزّة بإضافة الطحينيّة الحمراء والفلفل الحار المدقوق عليه. هذا ويؤكل الطبق النباتيّ بارداً أو ساخناً، مع الخبز ودونه أيضاً.

 

وتأتي فلسفة مشروع ثقافة الطعام كإشارة إلى أهمية الحفاظ على التاريخ الغذائي الفلسطيني، وكدعوة للأفراد والأجيال المختلفة من أبناء المجتمع وأبناء المؤسسات الى نشر ثقافة الطعام والمساعدة في الحفاظ على موروثها الفلسطينيّ الشعبيّ، عن طريق تفصيل تاريخ الطعام والتعّرف على طريقة كلّ طبخه وتقديمه في المدن الفلسطينية المختلفة، واستخدام فنّ الطهي كوسيلة لتوثيق وحماية التراث وتاريخ الممارسات المتعلقّة بالطعام الفلسطينيّ.

 

هذا وأشارت منسقة مشروع الساحة في مؤسسة دالية والقائمة على أنشطة بيت الكرمة آية بدحة لذلك بقولها إنّ التركيز على الأكلات الفلسطينيّة المغمورة ضمن مشروع ثقافة الطعام يأتي في إطار تذكير الجيل الصغير بماهيّة طعام أجدادنا وأن في توارُثِه حفاظٌ على هوية المكان والمجتمع المحيط -مجتمع كفر عقب-، وفي حين أن المجتمع هو من يحدّد أولوياته واحتياجاته، فإن الحاجة للحفاظ على موروث الطعام من السرقة، خلق حاجة الى فهم تاريخ الأكلات الفلسطينيّة الشعبيّة ومكوناتها الأساسيّة والأوليّة.

 

فيما يسعى بيت الكرمة الى استكمال سلسلة الفعاليات بأطباق فلسطينيّة جديدة يصل من خلالها الى اكثر جمهور ممكن، في مختلف المناطق من المدن والقرى  والمخيمات الفلسطينيّة، واستقطاب طهاة وفنانين لتنفيذ أنشطة دورية، وورشات طبخ، لاستكشاف خبايا عالم الغذاء في فلسطين وتوثيقه.

 

يُشار الى أن مشروع ثقافة الطعام يُنفذ بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان وبتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC). ويُذكر أن بيت الكرمة هو مقر مجتمعي تابع لمؤسسة دالية المجتمعية، يقع وسط مجموعة من مباني العصر العثماني في البلدة القديمة في كفر عقب، ويحتوي على مطبخ مجتمعي، غرف اجتماعات، وغرفة عمل جماعية، بالإضافة إلى غرفتي ضيافة، ويعمل بدعم من مؤسسة دروسوس.