السيرك كفن يطرح قضايا مجتمعيّة

الرئيسية السيرك كفن يطرح قضايا مجتمعيّة

نظمت مدرسة سيرك فلسطين، ضمن مشروع "السيرك للجميع: متّحدون للحرية"، يوم السبت 27/8/2022، ورشةً بعنوان "استخدام السيرك في طرح قضايا مجتمعيّة"، في مقّر المدرسة في بلدة بيرزيت، استهدفت مجموعة من التربويين والفنانين المنخرطين في مشروع "السيرك للجميع: متحدون للحرية"، ضمن الدورة السادسة من مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية.

 

واعتمدت الورشة أسلوب الحوار الفعّال بين المعلمات والفنانين، بحيث استهل النقاش باستعراض لتاريخ فنون السيرك وتطوّرها وصولاً إلى التعرف على السيرك المعاصر، المعتمد على دمج الفنون المختلفة من الموسيقى والرقص مع فن السيرك لتقديم إنتاج فني متداخل الحقول، ويعتمد في أساسه على استخدام حركة الجسد كأداة للتعبير، فيما استكملت الورشة بمشاهدة مجموعة من عروض المدرسة السابقة، وفتح باب النقاش حولها، وتحليلها من حيث المضامين والتقنيات.

 

يستهدف المشروع، بشكل أساسي، فئة الأطفال واليافعين والتربويين والفنانين في كل من رام الله والقدس وغزة، بالشراكة مع جمعية البستان، وجمعية عايشة، ويهدف إلى إعطائهم المساحة للتعبير عن همومهم وقضاياهم من خلال فنون السيرك، كاسراً الانفصال والعزلة الجغرافية بين هذه المدن الثلاث، من خلال برامج وأنشطة مشتركة ومتزامنة بحسب الإمكانية.

 

ويركز المشروع على توظيف فنون السيرك كنوع جديد من أنواع التعبير الثقافي، وأخذها إلى بعد جديد مجتمعي ومعاصر، مع الإبقاء عليه فناً متجدداً وتجريبياً ومتحدياً للمفاهيم التقليدية.

 

ويسعى المشروع إلى خلق حالة دمج متناغمة بين فن السيرك والصحة النفسية، عبر التوجه إلى فئة الطلاب والتربويين بالتجاور مع الفنانين، لما يعانيه آلاف المنخرطين في النظام التعليمي الحالي في فلسطين من حرمان من تذوق الفن، بسبب غياب رؤية تدمج الفنون في التعليم، وتعي أهمية الفنون في البناء النفسي والتربوي والقيمي للفرد، في مقابل أهمية الصحة النفسية، ودورها، وتأثيرها في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها المجتمع الفلسطيني، عوضاً عمّا سببته جائحة كورونا من أضرار اقتصادية واجتماعية ونفسية على الأصعدة كافة.

 

وتحاول مدرسة السيرك وشركاؤها في القدس وغزة، العمل على تطوير هذا الفن متفاعلاً مع الفنون الأخرى، وإنشاء جيل جديد من الفنانين في فلسطين، ممن يمتلكون الأدوات التقنية والمعرفية لعرض أفكار وقضايا مجتمعية بطريقة مختلفة، من الممكن أن تفتح أبواباً جديدة في التساؤل وربما الإجابة عنها، ما يسهم في تقديم رؤية جديدة وزوايا نظر أكثر اتساعاً، بالتركيز على توظيف هذا السعي في بناء وعي مجتمعي بقضايا الصحة النفسية.

 

يقول منسق الدائرة الفنيّة لمدرسة السيرك ومقدّم الورشة نور أبو الرّب "إن الفنّ بطبيعته ناقد لقضايا مجتمعيّة، وفي طرحه لها ومناقشتها دور في التغيير، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن السيرك يقدّم الحلول، وإنّما يقدم فرصة لإبراز القضيّة"، بينما أضافت المعلمّة ياسمين صندوقة أنّ السيرك يؤثر في السلوك بشكل جوهري، بما يخلقه من تفاعلات بين الأفراد، ويلعب دوراً في تنمية القيم المختلفة كالعمل ضمن فريق، والثقة بالآخر، ما يسهّل التعامل بين الطلاب، وبينهم وبين معلّميهم، كما يلعب دوراً مهماً جداً في توجيه طاقة الطلاب الحركيّة وتوظيفها في إنتاج عروضٍ مختلفة تناقش قضاياهم.

 

يسعى المشروع إلى إشراك المجتمع في صناعة العروض وتطويرها، وجعلها تفاعلية بشكل أفقي، بدءاً من استنباط الأفكار من خلال ورشات مع طلاب المدارس (10-14 عاماً)، والاتفاق الجماعي على الفكرة/القضيّة المجتمعيّة، ومن ثم عملية البحث الجماعي والتحاوري في القضيّة، لتحديد أفضل السبل لعرضها، ومن هنا يأتي دور الفنانيّن باستلهام الحركات من الأطفال وبلورتها باستخدام تقنيّات السيرك، واختتاماً بنقاشها بحيث يخرج العرض أول مرّة أمام المعلّمات/المعلمين وأهالي الطلّاب للعمل على تطويره.  هذا وستكون العروض متبوعةً بنقاشٍ مفتوح مع الجمهور.

 

ينفذ المشروع بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطَّان، ضمن مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، وبتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).