غزة: إطلاق أولى فعاليات مبادرة "حياة في الجامعة" وطلبة "الأقصى" يتأملون عبر "مجاورات شمس" الثقافية

الرئيسية غزة: إطلاق أولى فعاليات مبادرة "حياة في الجامعة" وطلبة "الأقصى" يتأملون عبر "مجاورات شمس" الثقافية

"ليس المهم فقط الوصول إلى الهدف، وإنما أيضاً التأمل بما نتعلمه أثناء الوصول".  جملة شكلت محطة للتأمل في مجاورات "شمس" والاستلهام لجلب مصادر الأمل من الطبيعة والشمس، حيث تمكن المتجاورون من طلبة جامعة الأقصى بغزة (خان يونس) المشاركون في المحطة، من النهوض بعفوية للحديث عن تجاربهم ومخاوفهم وأفكارهم وتطلعاتهم بتجرد وتلقائية كما تجرد الشمس.

كما اتيح للطلبة فرصة التعبير عن ذاتهم وقدراتهم، من خلال انخراطهم في الأنشطة الثقافية والمجتمعية ضمن فعاليات مجاورات "شمس" التي نُفذت على مدار 4 أيام متتالية في جامعة الأقصى بغزة؛ بدءاً من الأربعاء الماضي 14/6/2021 لتشكل أولى فعاليات مبادرة "حياة في الجامعة".

وتهدف المبادرة إلى تعزيز وإنماء سبل الحياة الجامعية للطلاب، عبر مشاركتهم في أنشطة معايشة ثقافية واجتماعية في الجامعة والمجتمع؛ من أجل تنفيذ مبادرات مجتمعية خاصة بهم في المجتمع.

وفي الجامعة، وتحت ظلال خمس شجرات، تجاور 72 طالباً فيما بينهم، وتحاوروا معاً، وتأملوا، ضمن مسار "تشميسات"، ما قدمه بعض من الشعراء والفنانين والأدباء الفلسطينيين من أعمال ثقافية مميزة للشاعر محمود درويش، والكاتب حسين البرغوثي، وغيرهما، حيث تم اختيار المشاركين بعد إخضاعهم لعدة تمارين فاعلة تعكس قدراتهم ومهاراتهم التي تؤهلهم للانخراط في المبادرة.

قال الباحث في المشروع مرعي بشير: "شمسوا تجاربهم ومخاوفهم وأفكارهم، وتحت كل شجرة أطلقنا (تشميسة وحواراً وتأملاً وموسيقى)، منها تشميسة "نحب الحياة" للشاعر محمود درويش، و"الضوء الأزرق" للكاتب حسين البرغوثي، و"حنظلة" لفنان الكاريكاتير ناجي العلي، و"القنديل الصغير" للأديب غسان كنفاني، و"زمن الخيول البيضاء" للأديب إبراهيم نصر الله".

كما ناقش الطلبة، كجزء من فعاليات المجاورات، مفهوم "الجامعة" ومدلولاتها كفعل جامع، أو مكان للتجمع والتلاقي، ومن منطلق معرفتهم وما يمتلكون من أفكار وعادات وتقاليد وتجارب وحكايات شخصية وجماعية، وإمكانية الجامعة في إتاحة الفرصة لإحداث تواصل اجتماعي وثقافي في سياق النسيج الجمعي الذي ينتج عنه بناء معرفي وتنويري تراكمي، ما يساهم في إنضاج وإثراء تجارب للأفراد داخل الجامعة.

وهذا ما أكده بشير قائلاً: "حيث يتحول فعل الحياة في الجامعة إلى جامعة للحياة، إذ ينطلق الطلبة وبتوجيهات أكثر إيجابية نحو تطوير ذاتهم ونوعية الحياة داخل مجتمعاتهم".

وتخللت فعاليات المجاورات وقفات للتأمل وطرح تساؤلات عدة، منها بحسب ما ذكر بشير: هل تأملت يوماً ماذا تعني كلمة الجامعة؟ هل الحياة الجامعية توحي بمدلولات المعنى الأصيل للجامعة؟

يذكر أن مؤسسة عبد المحسن القطَّان نظمت الشهر الماضي ورشة لاختيار المشاركين في مبادرة "حياة في الجامعة"، حيث تم على إثرها اختيار 72 طالباً وطالبة من مختلف التخصصات، وعليه تم إشراكهم في فعاليات مجاورات "شمس"، بتقسيمهم في 4 مجموعات، تضم كل مجموعة (15-18) طالباً".

وكانت "القطان" قد استقبلت في نيسان الماضي 265 طلباً إلكترونياً للمشاركة في المبادرة، في حين تم فرز الطلبات المقدمة في أيار الماضي ليقع الاختيار على 135 طلباً استوفت شروط التقديم، وعليه تم اختيار 72 طالباً من مختلف التخصصات والمستويات التعليمية.

وتهدف مبادرة "حياة في الجامعة" التي انطلقت ضمن مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية"، الذي تنفذه "القطان"، بالتعاون مع جامعة الأقصى، وبدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، إلى تطوير الممارسات الحياتية للطلبة الجامعيين في سياق ملهم وتفاعلي، وخلق حوار مع المجتمع المحيط بهم، بجانب كسر النمط السائد لديهم، من خلال إشراكهم في الأنشطة المتنوعة التي تكشف لهم عن معارف قيمة توضح منهجية المبادرة، وتُعزز من قدرتهم على التفاعل مع الآخرين، وتعود بهم إلى الوراء قليلاً، حيث رصد الذكريات وربطها بهويتهم الفردية، بجانب منحهم تمارين التأمل عبر مجموعات، والتركيز على نقاط القوة لديهم وتوقعاتهم من المبادرة.