غزة: حلقة تفاعليّة بعنوان "عبور في الجذور"

الرئيسية في القطان الأخبار غزة: حلقة تفاعليّة بعنوان "عبور في الجذور"

 

نظّمت طالبات مدرسة بنات خان يونس الثانويّة مع معلّمتهنّ هند أبو مسلّم، مؤخّراً، فعاليّة "عبور في الجذور" في مدرستهنّ، كجزءٍ من مشروعهنّ "فلسطين نصف قرن"، الذي يعملنَ عليه ضمن مسار "التعلّم عبر المشروع" في برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان.

 

ويسعى "التعلّم عبر المشروع"، بدوره، إلى تعزيز مشاركة المعلّمين والطلبة في مجتمعاتهم، سواء في المدرسة أو في الحيّز العام؛ وذلك عبر تنفيذ مشاريع تعليميّة في المدارس لإعادة إنتاج المعرفة من منظور طلابيّ.

 

في فعاليّة "عبور في الجذور"، دعت الطالبات 15 شخصاً ممن عايشوا أحداث النكبة وتمّ تهجيرهم إلى قطاع غزة في تلك الفترة، للمشاركة في حلقة حواريّة تفاعليّة بين الطالبات والأجداد والحضور، بُنيَت على عرضٍ مسرحيّ بعنوان "الطنطوريّة" أعدّته الطالبات، وطوّرن نصّه وأداءه مع الفنّان المسرحيّ يسري مغاري، ضمن رحلةٍ مطوّلة من البحث والقراءة واللّقاءات والمقابلات.

 

تلا العرضَ المسرحيَّ حلقةٌ حواريّة مع الحضور، وبخاصّة الأجداد الذين عايشوا فترة ما قبل النكبة، حيث وجّهت الطالبات لهم الأسئلة حول بلداتهم الأصلية، والقرى المجاورة لها، ومعالم تلك البلدان وتفاصيل حياتهم اليوميّة، من أعمالٍ وحرفٍ، وطبيعة المدارس والتعليم في ذلك الوقت، واحتفالات الزواج والأعياد والملابس والأزياء والألعاب.

 

قال أحد الحضور من قرية "يبنا"، جنوب غرب الرملة، إنّ يبنا كانت فيها مدرسة للبنات، مضيفاً: "كانوا زمان الفلاحين ما بيرضوا يقرّوا (يرسلوهنّ للدراسة) البنات بس يبنا غير، كانت البنات تقرأ".

 

وعن أبو كبير في يافا، قالت "أمّ محمود أبو هدروس": "كان لأبويا بيّارة كانوا يقولولها بيارة بركات أو بيارة الأستاذ، ولما صارت الحرب شردنا على اللد مشي على رجلينا، وبعدين مشي للرملة ومن الرملة طلعونا بباص على رام الله، وبعدين رحنا على غزة نمنا تحت شجرة السدرة شهر كامل، وبعدها رحنا البريج، وبعدها أبويا جوزني لابن عمي، وفضلت من يومها هنا، وراح هو وإخواتي على مصر".

 

شارك في الفعاليّة، أيضاً، فريق من إدارة الهيئة التعليميّة في مدرسة بنات خان يونس، ومن وزارة التربية والتعليم د. عبد الرحيم الفرا، ود. سمير شتات، والأستاذ محمد العسولي، إضافة إلى فريق برنامج البحث والتطوير التربويّ في غزة.

  

ترتب على فعاليّة "عبور في الجذور" ورشة تأمليّة مع طاقم المشروع، بحيث عملت الطالبات في مجموعات، لاقتراح تصوّر لمنتج ثقافي يمكن بناؤه مما ناقشنه في الفعالية.  وممّا عرضته الطالبات، اقتراح الطالبة دينا كساب: "بنفكر كيف كانت حياة أم محمود وكيف عاشت، وممكن نرجع نعرض قصتها من جديد من خلال تمثيل صامت، عنا تساؤلات، فحابين نرجع نشوف أم محمود تاني لعمل هذا المنتج".

 

بينما اقترحت الطالبة رولا المجايدة أنْ تُعرَض القصص مجدّداً عبر الرسم، وتوالت اقتراحات الطالبات الفنيّة بين إنتاج مسرحيّاتٍ وأفلام ورسوم متحرّكة وبرامج إذاعيّة.

 

ومن المقرّر أن تستكملَ المعلّمة والطالبات تطوير مشروعهنّ "فلسطين نصف قرن" خلال العطلة الصيفيَّة.