بيان صحفي

الرئيسية في القطان الأخبار بيان صحفي

نظمت شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية، ومجلس حقوق الإنسان، اجتماعاً ضم طيفاً واسعاً من المؤسسات الثقافية، وعدداً من الأفراد الفاعلين/ات في الحقل الثقافي، وذلك يوم الثلاثاء 23/8/2022 في مقر مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله.

 

وتناول الاجتماع، الذي ضم نحو 60 شخصاً بصفاتهم الرسمية والشخصية، التهديدات والمعيقات والتحديات المتصاعدة التي تعرضت لها، مؤخراً، الحياة الثقافية والفنية في فلسطين، بهدف الخروج باقتراحات وخطوات عملية من شأنها زيادة مناعة الجبهة الثقافية الفلسطينية، والدفاع عن حرية التعبير وحرية الفعل الثقافي في وجه كل القوى التي تسعى إلى الاعتداء عليها، أو تقييدها تحت أي مبرر كان.

 

جاء الاجتماع القطاعي هذا، في إطار توحيد الجهود المشتركة بين الفاعلين في الحياة الثقافية، ومكونات المجتمع المدني كافة، واستكمالاً لسلسلة من اجتماعات متعددة سابقة نظمتها مجموعة من المؤسسات الثقافية في مواجهة تحديات مختلفة؛ مثل تبعات انتشار وباء كورونا (COVID-19) على الفعل الثقافي، والتمويل المشروط، وكان آخر هذه التحديات موجة الاعتداءات والتهديدات التي طالت فنانين وفاعلين ثقافيين، وقادت إلى إلغاء فعاليات عدة لعدد من المؤسسات الثقافية، التي تركز معظمها في مدينة رام الله على وجه الخصوص.

 

أكد الحضور أنهم -كفاعلين ثقافيين وحقوقيين وفاعلين مجتمعيين- على ضرورة الوقوف بحزم وقوة، ضد مثل هذه الإجراءات، والجهات المحرّضة عليها، وعلى ضرورة التمسك بحرية الفعل الثقافي، وعدم رضوخه لأي شكل من أشكال الابتزاز أو الرقابة، وقد تم التشديد على أن تاريخ الفعل الثقافي الفلسطيني، لطالما شهد أشكالاً متعددة من التهديدات والمضايقات ومحاولات التقييد والرقابة على مدى عقود طويله، مَثَّل الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته مصدراً أساسياً لها، في محاولة للنيل من حرية التعبير، والعمل الثقافي، بما يمثلانه من توق للتغيير وبناء مجتمع فلسطيني يقدّر الإنسان، ويصون حقوقه.

 

وعبّر المشاركون، بشكل واضح وصريح، عن وقوفهم إلى جانب المؤسسات المجتمعية والحقوقية السبع التي قام الاحتلال بإغلاقها، مؤخراً، في مدينة رام الله، وعبروا عن ترحيب المؤسسات المشاركة جميعاً، واستعدادها، لاستضافة المؤسسات السبع في مقراتها، لتتمكن من الاستمرار في عملها، رافضين الهجوم الممنهج على أيٍّ من مكونات المجتمع المدني الفلسطيني، أو المساس بالحريات على كل المستويات، ودعوا الجهات الرسمية إلى القيام بمسؤوليتها تجاه ما يحدث، وضرورة توفير الحماية غير المشروطة للفعاليات الثقافية.

 

كما أكد المجتمعون دور الثقافة المهم والجوهري في بناء الهوية الفلسطينية والحفاظ عليها، وفي تعميق الوجدان الجمعي، وتمتين النسيج المجتمعي في سياق النضال ضد الاحتلال على مدى عقود طويلة، مشددين على ضرورة توفير مساحات آمنة لفئات المجتمع كافة، للتعبير عن أنفسهم بطرق إبداعية وإيجابية.

 

اتفق الحضور في الاجتماع على خطوات وإجراءات عملية عدة لمواجهة الهجمة الحالية، أبرزها القيام ببلورة جسم تمثيلي/لجنة عمل تنسيقية، تبني على عمل اللجان السابقة بمنهجية استراتيجية تشاركية، بحيث تقوم قريباً بالاجتماع لتحديد خطواتها، آخذة بعين الاعتبار التوصيات والمخرجات التي تم طرحها خلال الاجتماعات السابقة، ومستعدة لتعزيز العلاقات القاعدية مع مختلف شرائح المجتمع، بهدف قيادة الحوار وبناء حراك ثقافي واسع ومؤثر، قادر على التصدي لمحاولات المس بالفعل والمنجز الثقافي الفلسطيني، والعمل على صيانة حرية التعبير، ومواصلة العمل على صناعة الأمل، وتوسيع دائرة الوعي والتضامن والنضال من أجل تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في حريته واستقلاله، والعيش في وطن يضمن له حياة ومواطنة كريمة.