القطان تنظم ورشة بعنوان: "مخيلة الحكاية الشعبية: إرث ومستقبل"

الرئيسية في القطان الأخبار القطان تنظم ورشة بعنوان: "مخيلة الحكاية الشعبية: إرث ومستقبل"

رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان):

نظم برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان، السبت 3 آب 2019، ورشة عمل ضمن أنشطة وفعاليات منتدى مربيات مرحلة الطفولة المبكرة، بعنوان "مخيلة الحكاية الشعبية: إرث ومستقبل"، حيث نفذت الورشة الحكواتية دلال عودة، في مقر المؤسسة في حي الطيرة برام الله، وذلك بحضور 30 مربية.

ركزت الورشة التي استمرت على مدار 5 ساعات متتالية على أهمية الحكاية الشعبية التي لا تعتبر فقط مجرد حكاية، بل هي إنتاج الحياة الذي لا يباع ولا يشترى، ذلك الإنتاج الذي يحاك من خلال العلاقات بين الناس في سياقات محددة؛ أي ضمن زمان ومكان محددين، وتقوم برصد أحداث محددة أيضاً.  فالحياة حكاية والعلاقات حكاية، ومن لا يمتلك الحكاية فإنه لا يمتلك ماضي يساعده في حياكة مستقبله.

بدأت الورشة من خلال سرد قصة شعبية بعنوان "زندابة"؛ زندابة تلك الشخصية التي مثلت دور الأم التي تحكي لطفليها كل ليلة حكاية جديدة، حتى تنتهي حكاياتها وتبدأ في البحث عن حكايات جديدة ترويها لهما.  بعد رحلة بحث عن حكايا جديدة، تلتقي زندابة بدولفين يقرر أن يساعدها من خلال أخذها في رحلة إلى قاع البحر، حيث يمكنها أن تجد الكثير من الحكايات.  ملك الحكايات في البحر يقول لها: من لا يملك الحكاية لا معنى لحياته، أنتم البشر لديكم حكايات كثيرة لا تعرفون كيف تحافظون عليها.  يطلب الملك من زندابة أن تحضر له حكايات تساعده في أن يتعرف أكثر من خلالها على عالم البشر الذين يعيشون فوق سطح البحر، وبالمقابل يعطيها هو حكايات من عالمه، عالم البحر.

ومرّت المربيات أثناء سرد الحكاية بمجموعة من الأنشطة التي تبدأ من مجموعة ملونة من الخيوط الصوفية والإبر التي يستخدمونها في حياكة مشاهد الحكاية، حتى تتوصلن إلى دلالة تلك الخيوط بعدما طرح عليهن سؤالاً: لماذا الخيوط؟ ماذا تعني؟ فيستكشفن أن الحكاية محاكة بخيوط غير مرئية، تربط أحداثها بشكل متسلسل ومنظم، وتربطنا بها وتشدنا إليها بشكل مستمر.  فالجدات قديماً امتلكن الحكاية عبر الحياكة التي شكلت جزءاً كبيراً من حياتهن المحكية، والتي تمثل إرثنا الحاضر.

وانتهت الورشة بنشاط مرتبط بالخيوط الملونة التي تناقلتها الأيدي، فشكلت شبكة ملونة أعيد من خلالها سرد الحكاية بعناصرها الجديدة التي أضيفت لها خلال العمل.

وقالت المربية ديانا شهوان: الحكاية الشعبية غائبة عن أطفالنا، ودورنا كمربيات هو أن نستعيدها من جديد لنمتلكها ونعيد إحياءها معهن، فلا تشكل فقط إرثاً للماضي، بل أداة نمو للمستقبل أيضاً.  ففي كل حكاية عبرة تستحق أن تستكشف.

أما المربية شيرين شحادة، فقالت: كنت أتخيل أن الحكواتي هو فقط شخص يجلس في مكان محدد ولا يتحرك كثيراً، ولا يتواصل بشكل كبير مع الجمهور، مهمته هو فقط سرد الحكاية، إلى أن تغيرت فكرتي عن الحكواتي، واكتشفت أن كل واحد منا هو حكواتي أو يمكنه أن يكون هذا الحكواتي.