"الشعبونيّة" ... إحياء لعادة نابلسيّة في بلدة كفر عقب

الرئيسية في القطان الأخبار "الشعبونيّة" ... إحياء لعادة نابلسيّة في بلدة كفر عقب

وسط بيت الكرمة في البلدة القديمة في كفر عقب، تجمّع عددٌ من أهالي كفر عقب، ونابلس، والقدس، ورام الله، لإحياء فعاليّة "الشعبونيّة"، التي نظّمها برنامج الساحة في مؤسسة دالية المجتمعيّة، بالتعاون مع مركز بيت الكرامة، وذلك يوم الخميس 16/03/2023، ضمن فعاليات سلسلة ثقافة الطعام التي تأتي كجزءٍ من مشروع "العونة من خلال الفن والثقافة".

 

تعدُّ "الشعبونيّة" عادة نابلسيّة قديمة متوارثة عبر الأجيال، تركّز على تعزيز قيم صلة الرحم والترابط الأسريّ، إذ يقوم "كبير العائلة"، أو من ينوب عنه من أبنائه، بدعوة الأخوات والأقارب من النساء وعائلاتهنّ إلى مأدبة طعام، لتناول الولائم والحلويات النابلسيّة المشهورة، فيما تُختتم الفعاليّة بسهرة عائليّة، وما يتخلّلها من مظاهر احتفال وغناء، وتستّمر الدعوة لمدّة تتراوح بين ثلاثة أيام وأسبوع.  ومن المتعارف عليه الاحتفال بهذه العادة خلال شهر شعبان، ويقال إن الأصل في هذه العادة يأتي من الرغبة في تفرّغ الأهالي أثناء شهر رمضان لأداء طقوس العبادة.

فيما يصادف تركيز هذه العادة وموسمها على استخدام النباتات التي يسعى الاحتلال إلى سرقتها، مثل نبات العكّوب الذي يعتبر من النباتات "المحميّة"، والذي تصل مخالفة قطفه إلى 15 ألف شيكل.

 

تشير السيدة فاطمة القدوميّ مديرة مركز بيت الكرمة في مدينة نابلس، التي قامت شخصياً بتحضير أطباق الطعام خلال الفعالية، إلى أنّ الإضاءة على العادات الفلسطينيّة المتوارثة كالشعبونيّة وإحياءها، تعزّز من نشر ثقافة الطعام، وبالتالي المساعدة في الحفاظ على موروثنا الفلسطينيّ الشعبيّ، عن طريق تفصيل تاريخ الطعام، والتعرّف على طرق الطبخ المتنوعة، وطرق التقديم المختلفة في المدن الفلسطينية.  كما تؤكد على أهمية استخدام فنّ الطهي كوسيلة لتوثيق وحماية التراث وتاريخ الممارسات المتعلّقة بالطعام الفلسطينيّ، ففي حين يسعى الاحتلال إلى سرقة الأطباق الفلسطينيّة، فإن مثل هذه الفعاليّات -في إشارة إلى إحياء الشعبونيّة- تسعى إلى التعريف بالعادات الفلسطينيّة المتجسّدة في مائدة وطبق، والمحصورة في مدينة أو بلدة، وتعريف المدن والمناطق الفلسطينيّة الأخرى بها.

في سياق متصل، تؤكد آية بدحة مسؤولة برنامج الساحة أهميّة هذه السلسلة من ثقافة الطعام، التي تتكوّن من ثماني فعاليّات، تمثّل الشعبونيّة الثانية منها، والتي تهدف إلى نقل التجارب والعادات الفلسطينيّة من مدينة إلى أخرى، في استشعارٍ لأهميّة جلوس الفلسطينيين على طاولة واحدة، وتبادل أطراف الحديث، وخلق مساحةٍ مؤقتة للحوار حول أفكارهم، ومشاركة همومهم في ظل تنوّع النسيج المجتمعيّ.  وتضيف بدحة أن ما سبق "يعزّز الحسّ المجتمعيّ، أو بمفهوم آخر العونة، بين المدن الفلسطينيّة المختلفة، وبين مختلف فئات المجتمع".

 

يُشار الى أن مشروع ثقافة الطعام يُنفذ ضمن مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة في مؤسسة عبد المحسن القطَّان، وبتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).