افتتاح مهرجان العلوم 2018 .. دهشة الملاحظة واستنتاجات ما بعد التجربة

الرئيسية في القطان الأخبار افتتاح مهرجان العلوم 2018 .. دهشة الملاحظة واستنتاجات ما بعد التجربة

في طريقهم إلى ساحة مجمع رام الله الترويحي، اصطفت أسراب من طلبة المدارس، انطلاقاً إلى حيز محفوف بالتجارب.

خلال سير المهرجان، كانت السعادة الناتجة عن متعة التجريب ظاهرة على حركة الطالبات والطلاب، الذين بدأوا بالانتقال بين التجارب، كنحل يتنقل بين زهور حقل.

 

حرص باطني

تمحورت الثيمة حول أزمة الغذاء المتوقع حدوثها في العام 2050، ومن هنا يمكن البدء بـ"لعبة النحل" التي لاقت استحسان الطلبة من عمر 14-16 عاماً.  كانت المنافسة هي الدافع الأهم للمشاركين في اللعبة، سرعان ما تحوّل إلى حماية "بطاقات النحل" من بطاقات تشكل خطراً عليها.  إن الإحساس بالحرص تسلل إلى عقول المشاركين دون علمهم، وإلى سلوكهم وتحركاتهم فيما بعد.

إلى جانب ذلك، تفحص الطلبة خلية نحل من خلف زجاج، مستفسرين عن أهمية النحل للإنسان والبيئة، وعن كيفية التفريق بين طوائفه، ووظيفة كل طائفة، وعن المادة المخزنة بسداسيات الخلية.

في ركن جمع الحشرات ودراستها، طُرح السؤال: "من أين أتيتم بالحشرات؟"، كان الإمساك بها، صغيرة وكبيرة غريبة ومألوفة، فكرة ملفتة بالنسبة للأطفال خلال تفحصهم لها عبر العدسات والميكروسكوب.

 

الإدراك بعد التجربة

الملاحظة ومن ثم السؤال والتجريب كانت أدوات الطلبة في الوصول إلى الاستنتاجات، فقد طغت صيغة السؤال "كيف؟" على استفسارات الطلبة: "كيف تنتقل بذور النباتات؟ كيف تتمكن الرياح من نقل البذور؟ كيف للبذور أن تنمو في مكان آخر؟ كيف تلتصق البذور بملابس الإنسان ويساهم في نقلها؟".

وفي مساحة الزراعة نفسها، كانت زراعة بذور في جريدة ملفوفة بشكل أسطواني، أسلوباً غير مألوف للأطفال، ما دفعهم إلى طرح أسئلة قبل التجريب مثل: "لماذا الجريدة تحديداً؟ هل يمكن زراعة بذور أخرى غير العدس في الجريدة؟"، وللإجابة عن سؤالهم: "ما هو طعم ورق العدس النابت؟"، استخدموا حاسة التذوق لاستكشاف طعمه.

وشرع الأطفال بإعداد كؤوسهم المصنوعة من الجرائد القديمة، ووضعوا فيها البذور، وقاموا بسقايتها، طالبين المساعدة في تنفيذ التجربة، وبعد إتمامها تدافعت الأسئلة: "هل ستنمو النبتة؟ ستنجح؟ علينا أن نبلل الجريدة فقط أم نسقي العدس أيضاً؟".

كما حاول الطلبة فهم علاقة الزراعة بالسمك، ذلك أن أشتال الخس كانت مستلقية على سطح حوض السمك. وفي الطريق لتفسير التجربة، كان لا بد من لمس الأشتال، وإدراك أن فضلات السمك تعتبر مواد عضوية، أي سماداً.  لذلك، فإن حوضه يعد بيئة مضيافة لأشتال النباتات.

 

دهشة وقرار

ثلاث تجارب متتالية كانت كفيلة لإثارة الدهشة، والاستفسارات، وزعزعت ثبات معلومات كانت تعتبر بمثابة حقائق مسلم بها.

السرعة في تحول الشاي من لونه الكرميدي المحمر، إلى اللون الأسود، بعد إضافة "كبريتات الحديد" له، شكلت صدمة، وأثارت موجة استفسارات وتساؤلات، لتجنب الامتناع عن شرب الشاي أثناء الإفطار من قبل الطلبة الذين عبّروا عن حبهم له كمشروب ساخن.

وعند إضافة الليمون إلى الشاي، اتضح أنه يساعد في إعادة الشاي إلى حالته الأولى، واعتبر الجزء المحب له من الطلبة، أن إضافة الليمون مصوغ جيد للتمسك بشربه، على الرغم من عدم تفضيلهم للمذاق الناتج بعد إضافة الليمون.  فسألوا: "هل نستطيع أن نشرب الشاي في حال أضفنا الليمون؟، هل يساعد الليمون الجسم على الامتصاص؟".

إلى جانب تجربة الشاي، كانت تجري تجربة الكورن فليكس التي زعزعت معلومة أن "الكورن فليكس مفيد"، وبيّنت أنه يحتوي على برادة حديد، تظهر عند طحنه ونقعه بالماء، وتحريك مغناطيس فيه، حيث ينجذب فتاته إلى المغناطيس، ويلتف حوله طوق ضئيل من سواد خافت، إنها برادة الحديد!

أما تجربة إضافة مشروب الطاقة للحليب، فقد تسببت بتفاعل أدى إلى فصل الحليب إلى جزأين؛ جزء سائل شفاف يتموضع في القاع، ويعلوه جزء سميك يشبه بملمسه الزبد.  كانت النتيجة مدهشة بالنسبة للواقفين، إلا أن بعضهم أعلن تمسكه بمشروب الطاقة، الذي أفسد للحليب قيمته الغذائية.